صالون العقاد كانت لنا أيام par أنيس منصور


ا الذي يمكنك قوله شخص تعتبره قطعة من حياتك
من فكرك ومراهقتك وذكرياتك؟

لساتي أنيس منصور كانت أهم حوارات حياتي الداخلية
أتناقش بعقلي الصغير المحبّة لسرده العبقري‏

ألتهم كل ما ل إليه من كتبه كالمجنونة

عامي الخامس عشر‏
لم اكن قد قرأتُ رواية واحدة كتاباً واحداً
انت قراءاتي كلها لاّت أطفال كــ ميكي وفلاش وسماش ومجلات الفنون والجرائد
بعض أعداد الرعب

ل كتابين قرأتهما في حياتي كانا نحن لا نزع الشوك ، وأرواح وأشباح

لم أنشأ في بيت يحوي مكتبة –لم يكن لدينا طا

ا الذي يمكنك قوله شخص تعتبره قطعة من حياتك
من فكرك ومراهقتك وذكرياتك؟

لساتي أنيس منصور كانت أهم حوارات حياتي الداخلية
أتناقش بعقلي الصغير المحبّة لسرده العبقري‏

ألتهم كل ما ل إليه من كتبه كالمجنونة

عامي الخامس عشر‏
لم اكن قد قرأتُ رواية واحدة كتاباً واحداً
انت قراءاتي كلها لاّت أطفال كــ ميكي وفلاش وسماش ومجلات الفنون والجرائد
بعض أعداد الرعب

ل كتابين قرأتهما في حياتي كانا نحن لا نزع الشوك ، وأرواح وأشباح

لم أنشأ في بيت يحوي مكتبة –لم يكن لدينا طاولة طعام حتّى-‏
الكتب الدينية التي ا أمام الجوامع ،والمصحف ،وبعض الجرائد
ا كل شيء

أعلم من سنوات عمري الأولى أن هناك شهية بداخلي لفعل القراءة
لم أترك ورقة في البيت ولا كتاباً اً ولا حتى قراطيس الطعمية والجبن وأشباههم إلا وقد ‏أتيت عليه

لتهم الحروف وأتلذذ بسماع ذلك الصوت العبقري للقراءة يرنّ في رأسي
لما كان يفعله اربي وتابعت بعض ما يناسب سني
تأخرت كثيراً في الخروج دائرة كتب الأطفال والمراهقين
ا لم يكن هناك توجيه من أحد

بدايات المرحلة الثانوية قدميّ تأخذان طريقهما إلى المدرسة ‏
ا انت البداية
لت بين يوسف السباعي أنيس منصور، ونجيب محفوظ ، الحليم عبد الله ،وثروت ‏أباظة ،وكثيرٍ من المترجمات‏
التهمتُ تسعة أعشار المكتبة لى مدار 3 ات‏

صديقي وقتها صار أنيس منصور
لتُ من قدرته على تركيب الجمل وعلى الحكي
أتلذذ بسطوره بنشوة
أتعرّف على تينسي ويليامز ،وآرثر ميللر ،و وغيرهم عن طريقه
ان يناسبني تماماً كان بانتظاري

ل مرة سمعت صوت إديث بياف كانت عبر سطوره
ل مرة ثملتُ بيتهوفن كانت عبر كلماته‏

لا أستطيع أن أعبّر عن مدى إعزازي الشديد بهذا الرجل
اختلافي كثير من آراءه
لا أنني تمتعتُ ومازلت ل بقراءتي له

ا الإستعارة الشراء والسلف
كنت قد أنهيت معظم كتبه
ادة كبيرة برغم تكرار أفكاره في كثير منها
ابتداعه لبعض الحكايات التي لا أصل لها

لا أنه يظل جزءاً حيّا ‏
من بدايات النهم الذي لا من القراءة

‏____________________________________‏

الون العقاد كان على رفٍّ خاص في مكتبة المدرسة‏
مسموح باستعارته لطبعته الثمينة
لا أنني وفي عامي الثالث قد اصبحتُ زبونة دائمة مما جعل أمينتا المكتبة تسمحان لي ‏بشكلٍ خاص باستعارته

ا الذي يمكنني قوله هذا الكتاب
مرة قرأته كانت منذ سنوات لا أذكر حتّى عددها
لا أنه كان من الكتب المؤثرة ا حياتي

لم كم مرة تمنيت لو أعود إلى زمن الأربعينات
ارك أنيس وأصحابه قهوة في ‏مكانهم المعتاد
احِبهُ يوم الجمعة لى الصالون
أكواب الليمون الماسخة
الأستاذ في بيجامته الباهتة الألوان؟

أتحسّر مئات المرات لأنني ولدتُُ في الزمن الخطأ‏
لا حضور صالون أدبي فكري كهذا

ليست سيرة حياة للعقاد فقط
ل سيرة حياة جيلٍ كاملٍ
أنيس منصور ، وعبد الرحمن ، وشوقي ضيف ، وكامل الشناوي ، وطه حسين‏

عظماء الحركة الفكرية والثقافية هذه الفترة الثرية من حياة مصر

عشق أنيس للعقاد كان مذهلاً
في ربط حياته بحياة حوله وبتاريخ مصر في تلك الفترة تستحق الإعجاب

هنا عالمًاً له العذوبة والفنون الراقية
الأدباء حالاتهم العادية جلالهم كذلك
الخناقات والمداعبات ،،وقصص الحب ،، والغيرة
بمناقشات مثيرة للفكر والتساؤلات

لازلتُ مثلاً تعليق العقّاد الصالون على رواية دوستفسكي « الجريمة والعقاب »‏
شغفه ورعبه في متابعته للقاتل المهووس

ل فصول الكتاب الفصل الذي يحوي زيارة البنات الصغيرات للعقاد
أحببته ، وكم أحببتُ وصف أنيس للحالة الرائعة لرجلٍ عجوز يداعب الأطفال في حنو وفي ‏خفة دم تخطف القلب

كانت رائعة لك المناقشات الفكرية
كنتُ أحتاجها في هذه السن جوعٍ طويل لشيء يثير مخيلتي ،ويوسّع مداركي

لة لروحه التي علّمت وأعطت ملايين الشباب



Source link