الأعمال الكاملة par أمل دنقل


شيئًا، مسَّت يداي يديها، فشعرتُ الغ، أن اني أحد وأنا بتلك اللحية الوارفة، ان، بل انٍ بعيد استكانت ابعي ا ال حين غرة تغفو عيناي لأطالع وجوههن في غيمات الحلم الوردي, أنا أولى الناس بذلك الرجل, أنا مثله جنوبي, وإن اعتورتنا المسالك وتاهت بنا الطرق, كيف لم ترى حتى الآن أنك ما زلت في دوامة خجلك الجنوبي, تعاند طواحين الهواء كما فعلها « دون كيخوته » تتساءل كالمجنون ثمن حياتك البالية : ضد من؟

غُرَفِ العمليات.
ان ابُ الأطباءِ أبيضَ.
لونُ المعاطفِ أبيض.
اجُ الحكيماتِ أبيضَ, الراهبات.
الملاءاتُ.
لونُ الأسرّةِ, الشاشِ والقُطْن.
المنوِّمِ, المَصْلِ.
اللَّبن.
لُّ هذا لْبي الوَهَنْ.
لُّ ا البياضِ بالكَفَنْ!
لماذا ا ..
المعزونَ ..
اراتِ لونِ الحِدادْ؟
ل لأنَّ السوادْ..
لونُ النجاة الموتِ.
لونُ التميمةِ .. الزمنْ.
***
منْ..؟
القلبُ – الخَفَقَانِ – اطْمأَنْ؟!
***
لونين: لُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
اتيَ.. ا
في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ

لونَ تُرابِ الوطنْ!

لني احبي ات :

– أصدق شعراء التفعيلة؟
– التفعيلة !
– الشعر الحر ا ثروت
– الجنوبي
– الجنوبي؟ جنوبي؟
– ل ل

أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل, ولد في قفط بصعيد مصر الجواني, على مقربة من قنا مدينتي الأم, كشأن كل الجنوبيين أتى أمل للقاهرة محملا بغلب وطيبة الجنوبيين, لكن مباني القاهرة الخرسانية لم ترحم وهن قلبه الجسور, وجاءت النكسة لتختفي أناشيد النصر المزعومة, وتنكشف الوطن المغلظة:

-1-
لت لكم مرارا
الطوابير التي ..
استعراض عيد الفطر والجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا لق النيران.. لا حين تستدير للوراء.
الرصاصة التي فيها.. الكسرة والدواء:
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. ا رفعنا صوتنا جهارا
لنا، ل الصغارا !

-2-
لت لكم السنة البعيدة
خطر الجندي
قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
من يمنحه راتبه الشهري
الرسمي
ليرهب الخصوم الجعجعة الجوفاء
القعقعة الشديدة
لكنه.. يحن الموت..
اء الوطن المقهور العقيدة:
من الميدان
اصر السلطان
اغتصب الكرسي
لن « الثورة » المذياع والجريدة!
* * *

لت لكم..

ل..
لم تسمعوا ا العبث
اضت النار لى المخيمات
اضت.. الجثث!
اضت الخوذات المدرعات.

قرأت أمل دنقل منذ صغري, عجبت من استلهام أمل دنقل للنماذج الإسلامية في عناوين قصائد شعره, كانت « الموضة » بين مثقفي ذلك العهد استلهام النماذج اليونانية ورموز الميثولوجيا الإغريقية في أشعارهم وبين كتاباتهم, بينما عند أمل دنقل أجد (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة-حديث اص الأشعري-مقتل كليب أو لا الح- بكائية لصقر قريش- من مذكرات المتنبي في ل ل ل ل ل ل التي :

ائما في المنتصف، بيني وبين كتابي
وبين فراشي، وبيني وبين هدوئي
وبين الكلام، ذكريات سجني
يجلدني
قطرة ـ بين عينيك ليست تجف
امنحيني السلام.. امنحيني السلام

ارة لبكري ابلنا اه الأكبر حينذاك، الحديث عن أمل ل، وساعتها قلت له ل بين أبناء له الذي ان لهم الاث ا

– ليس ل ا الذي ل : المجد للشيطان الرياح، قال « لا » قال « نعمْ »
– لنسمها غواية سخافة ..الرجل فعلاً في قصيده الملهمات الإسلامية
– افة ا لم : ابلة مع ابن نوح
– الرجل قلبَ الآية، تلك القصيدة صنعاته الشعرية
– لا تلاعب ام الأنبياء يا ..ماذا تقول؟!
– الرجل صادق ما افقَ مثل غيره
– لم على عبلة الرويني حانة، في « خمّارة »
– ا لمي ا انوا يعملون!
– لست ل إسلامي؟ !!
– اقرأ  » البكاء اء اليمامة  » ! اقرأ  » الوصايا العشر  » !
– ا
– اذا تقول
– لا أقول عين المحب كل كليلة

(الورقة السادسة)
لا تسألني كان القرآن
لوقاً .. أزلي.
ل سلني إن كان السلطان
لصاً .. نصف نبي !!

(الورقة السابعة)
في كربلاء
ال لي الشيخ أن الحسين
ات أجل ماء ..
اءلت
السيوف استباحت بني الأكرمين
اب الذي السماء :
انه الذهب المتلألئ : كل عين .
………….
تكن كلمات الحسين
الحسين
لال الحسين
دون أن تنقذ الحق ذهب الأمراء
أن تنقذ الحق لشعراء ؟
الفرات لسانٌ الدم لا الشفتين.

الرجل، المحب تُبدي المحاسنا، ا اعر لم للقضية، عاصر الوطن مذبوحة ا ولغَ ائها مثل الإنتهازيين، ال ال ال ال البصيرة لامهم المزعوم وطنطناتهم الشعر ليس -كما يظن الكثيرون- حالة مزاجية.

ا على احة القوم؛ لا تبدئي بالسلام.
الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام
لوا النار العش..
القش..
السنبلة!
اً ..
اً الكنز الحوصلة!
ا تغتدي مدن الألف عام.!
ا.. ​​للخيام!
اً درج المقصلة!

كانت معاهدة السلام العرفية هي الحد الفاصل في تمييع القضية, وصرنا الآن حراس حدود, لا – للأسف- ضد أعدائنا من الصهاينة, فقد صارت بيننا وبينهم الآن مواثيق وعهود وصاروا أصدقاء عمل, بل ضد إخواننا في الإسلام والعروبة, تغيرت المفاهيم في ثلاثين سنة ليصير الحال ا ادوه لا ا اه، لا ا توهمناه!

لا تصالح
لو توَّجوك بتاج الإمارة
لى ابن أبيكَ..؟
المليكَ..
لى أوجهِ البهجة المستعارة؟
تنظر في يد صافحوك..
لا تبصر الدم..
كل كف؟
ا أتاني الخلف..
يجيئك من ألف خلف
الدم -الآن- ار وسامًا وشارة
لا تصالح،
لو توَّجوك بتاج الإمارة
عرشَك: سيفٌ
: زيفٌ
ا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
استطبت- الترف

قال لي هل ترى تلك الكتابات هناك, أجبته بعد أن تمعنت النظر أني بالكاد أسطيع تمييز بعض حروف الواجهة, أجابني متعجبا أن الواجهة حروفها كبيرة للغاية كما أنها مضاءة باللون الأصفر الفاقع ولا يفصل بيننا وبينها سوى عشرة أمتار تقريبا, ابتسمت في غير انزعاج وأجبته: حقيقة لا أراها !

للوهلة الأولى
في عينيه يومه الذي يموت فيه
في صحراء  » النقب  » لا ..
ا .. فيها شفتيه ،
لا قبلة ..لفيه !
ا في القاهرة العجوز ننسى الزمنا
لت من ضجيج سياراتها و أغنيات المتسوّلين
لّنا المترو المساء .. متعبين
كان يبكي وطنا .. كنت أبكي وطنا
إلى أن تنضبّ الأشعار
لها : خطوط النار ؟
هل ترى الرصاصة الأولى هناك .. هنا ؟
الآن .. ا أنا
لّ طول اللّيل لا جفني وسنا
في ساعتي الملقاة في جواري
تجيء . ابرا نقط التفتيش و الحصار
الدائرة الحمراء قميصك الأبيض ، تبكي شجنا
 » النقب  » ايتك !
تسألني :  » أين رصاصتك ؟ « 
 » اصتك « 
تغيب : طائرا .. جريحا
أفقك الفسيحا
لال الضّفّة الأخرى ترجو كفنا !
حين يأتي الصبح – المذياع – بالبشائر
عن نافذتي السّتائر
لا أراك .. !
في عاري . لا حراك
ل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟
أنّها هناك ؟؟

ل دنقل بالسرطان آخر سني حياته البائسة، مات ابن ل لاث سنوات يصارع دوامات سرطانه يالشعر، ا ذكريات ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال ال استرجاع شخوص الماضي اق الرحلة الذين كانوا أشبه بشهب توهجت للحظة؛ لتحترق وتنطفىء، الطاهر الله، أباه، أصدقاء الطفولة..دندنة الجنوبي الأخيرة.

ل أنا طفلاً
أن الذي ان طفلاً سواي
الصورة العائلية
ان أبي جالساً، ا واقفُ .. لى يداي
رفسة من فرس
في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
??
ال دمي
??
ات أبي نازفاً
??
ا الطريق لى قبره
??
الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس

كان الصبي الصغير أنا ؟
ترى كان غيري ؟
??
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا لي
عني غريباً
لم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
اء من أتذكرهم -فجأة-
أعمدة النعي
لئك الغامضون : اق صباي
لون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.

اين ل ل الأسرة ارات من دوواينه كل ام، أغلب تلك الطبعات تكون برعل لة الرويني ال ا ال ا ال ال والمشردين, تلك المرأة صنعت شهرتها من دوواين أمل, ترعى أغلب الاحتفالات التي تقام له, تظهر كمنظرة لقصائد أمل في أغلب اللقاءات التليفزيونية والإعلامية, بالظبط كما صنعت قصيدة الفاجومي الشهيرة اسم المطربة نصف المشهورة « عزة بلبع », لكن عبلة الرويني أتقنت الدور تماما, بل ادته امة امته، ل ل اثي الصعيد الحزينة تنعيه.

لَّ صَباح..
الصنبورَ في إرهاقْ
لاً مائِه الرقْراقْ
الماءُ لى .. ا!
ا..
لسُ للطّعام.. ا:
في دوائِر الأطباقْ
اجِماً..
اجِماً..

اولت النوم، اءني شيطاني، في وجهه، لكنه لم ييأس كعادته المزرية، لديه المألوفة، له ل الا الاءة ال، الصوت ال ال ل اخرًا : ات!

https://www13.0zz0.com/2021/07/12/06/…



Source link